والسؤال.. اين كانت هذه المشاعر"الفياضة" عندما قتلت اسرائيل العديد من الفلسطينيين من حملة الجنسية الامريكية .. ولم تكن الصحفية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة  وزياد ابوعين وزير شئون الاسري سوي مثالين علي فلسطينيين يحملون الجنسية الامريكية  قتلتهم اسرائيل ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا. 

وكم اعتقلت اسرائيل فلسطينيين يحملون الأمريكية الفلسطينية وبعضهم لايزال معتقلا حتي الان وفي معظم الحالات  تجبرهم علي التنازل عن الجنسية الأمريكية وكل ما تفعله السفارة الامريكية زيارة يقوم بها مسئول لديها للمعتقل ليؤكد له انه لايزال مواطنا امريكيا وان الولايات المتحدة لاتعترف بهذا التنازل الذي تم توقيعه بالاكراه ولا شيئ بعد ذلك وكل ذلك امر طبيعي لانهم فلسطينيون .. اما عندما يتجرأ الفلسطيني ويدافع عن وطنه  ويقتل امريكيا يحارب في صفوف الجيش الاسرائيلي تقوم الدنيا ولاتقعد ويصبح الفلسطيني ارهابيا.

وفي ذات الساق يتلاعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بموضوع فرحان القاضي في رفع شعبيته بين الجماهير العربية والاسلامية في اراضي 48!!

وفرحان بدوي فلسطيني من بدو النقب اسرته المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الاقصي في السابع من اكتوبر الماضي وتم اطلاق سراحه قبل ايام بعد نحو 11 شهرا في الاسر في ظروف غامضة حيث يشيع نتنياهو  أن قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بعملية لاطلاق سراحه.

بينما  ذكرت صحف اسرائيلية انه تمكن من الهروب من الاسر وتوجه الي قوات الاحتلال ويملأ نتنياهو الدنيا ضجيجا حول اسرائيل "الدولة المتسامحة" التي لاتفرق بين مواطنيها حسب اديانهم حتي ان جنودها خاطروا بأرواحهم من اجل انقاذ اسير مسلم.

هذه الاكاذيب لاتخدع الجماهير العربية والمسلمة.. فهذا الكيان الذي يمن علي عرب 48 باطلاق سراح اسير منهم هو الذي يسابق الزمن في مصادرة اراضيهم لجلب يهود يقيمون عليها بدلا من أصحابها!!

ونشير الي الهجمة الاستيطانية الشرسة علي اراضيهم حتي ان النقب التي تشكل أكثر من نصف مساحة فلسطين التاريخية وأصبح بها اكثر من 160 مستوطنة والاسلوب معروف  ... مصادرة الارض تحت مسمي التحريش ثم تحويلها الي مستوطنة.

ولا ننسي ماساة القري غير المعترف بها التي تعيش بدون ماء او كهرباء او صرف صحي في هذه البيئة الصحراوية القاسية صيفا وشتاء واشهر هذه القري هي العراقيب التي هدمتها قوات الاحتلال اكثر من 230 مرة منذ عام 2010.

كما يحفل النقب بمصانع لاتراعي الاشتراطات البيئية مما يلوث الماء والارض والهواء وينشر الامراض بين الفلسطنين .. واقامت اسرائيل بها مفاعل ديمونة الذي لايزال يعمل رغم انتهاء العمر الامن لتشغيله.

ويحتل النقب اهمية خاصة في الاستراتيجية الاسرائيلية حيث كان بن جوريون يري ان اسرائيل لن تكون امنة الا باعمار صحراء النقب بالكامل وللتأكيد علي هذه الرؤية الاستيطانية اختار ان يقيم مع اسرته في صحراء النقب حتي نهاية حياته حزينا في اعقاب حرب اكتوبر.

ولايقتصر الظلم والعنصرية الاسرائيلية علي بدو النقب بل يعاني منه كل فلسطيني يقيم في اراضي 48 بدرجة او بأخري حتي اولئك الذين قبلوا الاندماج في الكيان الصهيوني.
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل