زواج رسول الله صلى الله عليه واله من خديجة عليها السلام

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
زواج رسول الله صلى الله عليه واله من خديجة عليها السلام, اليوم الأحد 8 سبتمبر 2024 12:53 مساءً

مما ورد في قصة زواج رسول الله صلى الله عليه واله من السيدة خديجة عليها السلام الذي يصادف في العاشر من ربيع الاول اي خلال بضعة ايام من الان ، وجدت قصة جميلة ومختلفة بعض الشيء ، احببت ان انقلها لكم عن كتاب بحار الانوار

قال أبوالحسن البكري في كتاب الانوار : مر النبي صلى الله عليه واله يوما بمنزل خديجة بنت خويلد ، وهي جالسة في ملا من نسائها وجواريها وخدمها ، وكان عندها حبر من أحبار اليهود ، فلما مر النبي صلى الله عليه واله نظر إليه ذلك الحبر وقال : يا خديجة اعلمي أنه قد مر الآن ببابك شاب حدث السن ، فأمري من يأتي به ، فأرسلت إليه جارية من جواريها ، وقالت : يا سيدي مولاتي تطلبك ، فأقبل ودخل منزل خديجة ، فقالت : أيها الحبر هذا الذي أشرت إليه ، قال : نعم هذا محمد بن عبدالله ، قال له الحبر : اكشف لي عن بطنك ، فكشف له ، فلما رآه قال : هذا والله خاتم النبوة ، فقالت له خديجة : لو رآك عمه وأنت تفتشه لحلت عليك منه نازلة البلاء ، وإن أعمامه ليحذرون عليه من أحبار اليهود ، فقال الحبر : ومن يقدر على محمد هذا بسوء ، هذا وحق الكليم رسول الملك العظيم في آخر الزمان ، فطوبى لمن يكون لها بعلا ، وتكون له زوجة وأهلا ، فقد حازت شرف الدنيا والآخرة ، فتعجبت خديجة ، وانصرف محمد وقد اشتغل قلب خديجة بنت خويلد بحبه ، وكانت خديجة ملكة عظيمة ، وكان لها من الاموال والمواشي شئ لا يحصى ، فقالت : أيها الحبر بم عرفت محمدا أنه نبي ؟ قال : وجدت صفاته في التوارة ، إنه المبعوث آخر الزمان ، يموت أبوه وامه ، ويكفله جده وعمه ، وسوف يتزوج بامرأة من قريش سيدة قومها ، وأميرة عشيرتها ، وأشار بيده إلى خديجة ، ثم بعد ذلك قال لها : احفظي ما أقول لك يا خديجة وأنشأ يقول :

يا خديجة لا تنسي الآن قولي * وخذي منه غاية المحصول يا خديجة هذا النبي بلا شك * هكذا قد قرأت في الانجيل سوف يأتي من الاله بوحي * ثم يجبى من الاله بالتنزيل ويزوجه بالفخار ويحظى * في الورى شامخا على كل جيل

فلما سمعت خديجة ما نطق به الحبر تعلق قلبها بالنبي صلى الله عليه واله ، وكتمت أمرها ، فلما خرج من عندها قال : اجتهدي أن لا يفوتك محمد ، فهو الشرف في الدنيا والآخرة ، وكان لخديجة عم يقال له : ورقة ، وكان قد قرأ الكتب كلها ، وكان عالما حبرا ، وكان يعرف صفات النبي الخارج في آخر الزمان ، وكان عند ورقة أنه يتزوج بامرأة سيدة من قريش ، تسود قومها ، وتنفق عليه مالها ، وتمكنه من نفسها ، وتساعده على كل الامور ، فعلم ورقة أنه ليس بمكة أكثر مالا من خديجة ، فرجا ورقة أن تكون ابنة أخيه خديجة ، وكان يقول لها : يا خديجة سوف تتصلين برجل يكون أشرف أهل الارض والسماء.

وكان لخديجة في كل ناحية عبيد ومواشي حتى قيل : إن لها أزيد من ثمانين ألف جمل متفرقة في كل مكان ، وكان لها في كل ناحية تجارة ، وفي كل بلد مال ، مثل مصر والحبشة وغيرها ،
اختصر القصة فهي طويلة جدا ، واتوقف لاصف ما ورد فيها عن يوم زواج سيدي رسول الله صلوات الله عليه واله من سيدتنا خديجة عليها السلام ، فيقال ان يومها
عمل أبوطالب وليمة عظيمة ، ووقف النبي صلى الله عليه واله وشد وسطه ، وألزم نفسه خدمة جميع الناس ، وأقام لاهل مكة الوليمة ثلاثة أيام ، وأعمام النبي صلى الله عليه واله تحته في الخدمة ، وأنفذت خديجة إلى الطائف وغيره ، ودعت أهل الصنايع إلى منزلها ، وصاغت المصاغ والحلي ، وفصلت الثياب ، وعملت الشمع بالعنبر على هيئة الاشجار ، وأجرت عليه الذهب ، وعملت فيه التماثيل من المسك والعنبر ، ولم تزل تعمل في شغل العرس ستة أشهر حتى فرغت من جميع ما تحتاج إليه ، وعلقت ستور الديباج المطرز ، ونقشت فيها صورة الشمس والقمر ، وفرشت المجالس ، ووضعت المساند والوسائد من الديباج والخز ، وفرشت لرسول الله صلى الله عليه واله مجلسا على سرير تحت الابريسم والوشي ، والسرير من العاج والآبنوس ، مصفح بصفائح الذهب الوهاج ، وألبست جواريها وخدمها ثياب الحرير والديباج المختلفات الالوان ، ونظمت شعورهن باللؤلؤ والمرجان ، وسورتهن ، ووضعت في أعناقهن قلائد الذهب ، وأوقفت الخدم بأيديهن المجامر من الذهب ، وفيها الطيب والعنبر والبخور من العود والند ، و جعلت في يد كل واحدة من الخدم مراوح منقوشة بالذهب ، مقصبة بالفضة ، وأوقفتهن عند مجلس رسول الله صلى الله عليه واله ، ودفعت إلى بعضهن الدفوف والشموع ، ونصبت في وسط الدار شمعا كثيرا على أمثال النخيل ، فلما فرغت من ذلك دعت نسوان أهل مكة جميعهن فأقبلن إليها ، ورفعت مجلس عمات النبي صلى الله عليه واله ، ثم أرسلت إلى أبي طالب ليحضر وقت الزفاف ، فلما كان تلك الليلة أقبل النبي صلى الله عليه واله بين أعمامه ، وعليه ثياب من قباطي مصر ، و عمامة حمرآء ، وعبيد بني هاشم بأيديهم الشموع والمصابيح ، وقد كثر الناس في شعاب مكة ينظرون إلى محمد صلى الله عليه وآله ، ومنهم من وقف على السرادقات والنور يخرج من بين ثناياه ومن جبينه ومن تحت ثيابه ، فلما وصلوا إلى دار خديجة دخل هو صلوات الله عليه وآله وهو كأنه القمر في تمامه ، قد خرج من الافق ، وأعمامه محدقون به كأنهم اسود الشرى ، في أحسن زينة وفرحة ، يكبرون الله ويحمدونه على ما وصلوا إليه من الكرامة ، فدخلوا جميعا إلى دارها ، وجلس النبي صلى الله عليه واله في المجلس الذي هيئ له في دار خديجة رضي الله عنها ، ونوره قد علا نور المصابيح ، فذهلت النساء مما رأين من حسنه وجماله ، ثم هيئوا خديجة للجلاء ، فخرجت أول مرة وعليها ثياب معمدة ، وعلى رأسها تاج من الذهب الاحمر ، مرصع بالدر والجوهر ، وفي رجليها خلخالان من الذهب ، منقوش بالفيروزج ، لم تر الاعين له نظيرا ، وعليه قلائد لا تحصى من الزمرد والياقوت ، فلما برزت ضربن النساء الدفوف . وجعلت بعض النساء تقول : شعرا : أضحى الفخار لنا وعز الشأن * ولقد فخرنا يا بني العدنان أخديجة نلت العلا بين الورى * وفخرت فيه جملة الثقلان أعني محمدا الذي لا مثله * ولد النساء في سائر الازمان فيه المكارم والمعالي والحيا * ما ناحت الاطيار في الاغصان صلوا عليه وسلموا وترحموا * فهو المفضل من بني عدنان فتطاولي فيه خديجة ! واعلمي * أن قد خصصت بصفوة الرحمان ثم أقبلن بها نساء بني هاشم للجلوة الثانية على رسول الله صلى الله عليه واله ، وقد أشرق من نور وجهها نور علا على جميع المصابيح والشموع ، فتعجبت منها بنات عبدالمطلب حتى زاد فيها نور لم يرى الراؤون مثله ، وذلك فضل لرسول الله صلى الله عليه واله وعطية من الله تعالى لها ، وأقبلوا بها ، وقد فاقت على جميع من حضر ، وعليها سقلاط أبيض مذهب ، مرصع بالجوهر الاحمر والاخضر والاصفر ، ومن كل الالوان ، وكانت خديجة امرأة طويلة شامخة عريضة من النساء بيضاء لم ير في عصرها ألطف منها ، ولا أحسن ، وخرجت بين يديها صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها ، وقالت شعرا : جاء السرور مع الفرح * ومضى النحوس مع الترح أنوارنا قد أقبلت * والحال فيها قد نجح بمحمد المذكور في * كل المفاوز والبطح لو أن يوازن أحمد * بالخلق كلهم رجح ولقد بدا من فضله * لقريش أمر قد وضح ثم السعود لاحمد * والسعد عنه ما برح بخديجة نبت الكمال * وبحر نايلها طفح يا حسنها في حليها * والحلم منها ما برح هذ النبي محمد * ما في مدائحه كلح صلوا عليه تسعدوا * والله عنكم قد صفح ثم أقبلن بها رضي الله عنها حتى أوقفوها بين يدي النبي صلى الله عليه واله ، ثم بعد ذلك أخذوا التاج ورفعوه من رأسها ، ووضعوه على رأس النبي صلى الله عليه واله ، ثم أتوا بالدفوف وهن يضربن لها ، وقلن لها : يا خديجة لقد خصصت هذه الليلة بشئ ما خص به غيرك ، ولا ناله سواك من قبائل العرب والعجم ، فهنيئا لك بما اوتيته ، ووصل إليك من العز والشرف ، وخرجت في الجلوة الثالثة ، وعليها ثوب أصفر ، وعليها حلي وجوهر ، وقد أضاء الموضع من لمعان ذلك الجوهر الذي في وسط الاكليل ، وفي آخر الاكليل ياقوتة حمرآء تضئ ، وقد أشرقت الدار من ذلك الجوهر ومن نورها وحسنها ، وأقبلت بين يديها صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها ، وهي تقول : شعرا : أخذ الشوق موثقات الفؤاد * وألقت السهاد بعد الرقاد فليالي اللقا بنور التداني * مشرقات خلاف طول البعاد فزت بالفخر يا خديجة إذ نلت * من المصطفى عظيم الوداد فغدا شكره على الناس فرضا * شاملا كل حاضر ثم بادي كبر الناس والملائك جمعا * جبرئيل لدى السمآء ينادي فزت يا أحمد بكل الاماني * فنحى الله عنك أهل العناد فعليك الصلاة ما سرت العيس * وحطت لثقلها في البلاد قال : ثم بعد ذلك أجلسوها مع النبي صلى الله عليه واله وخرج جميع الناس عنها ، وبقي عندها في أحسن حال ، وأرخى بال ، ولم يأخذ عليها أحدا من النسآء حتى ماتت بعد ما بعث صلوات الله عليه وآله ، وآمنت به ، وصدقته وانتقلت إلى جنات عدن في أعلى عليين من قصور الجنة . أقول : وفي بعض النسخ بعد الابيات : وخلا رسول الله صلى الله عليه واله مع عروسه ، وأوحى الله إلى جبرئيل : أن اهبط إلى الجنة ، وخذ قبضة من مسكها ، وقبضة من عنبرها ، وقبضة من كافورها ، وانثرها على جبال مكة ، ففعل فامتلات شعاب مكة وأوديتها ومنازلها وطرقها
نقلا عما ورد في كتاب بحار الانوار .

شارك الخبر:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق