وفي ظل التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتسارعة التي تشهدها مصر خلال الآونة الأخيرة، تبرز أهمية تعزيز التحالف الوطني كآلية فاعلة لتجميع كافة أطياف المجتمع تحت راية واحدة، فالتحالف الوطني للعمل الأهلي يمثل رؤية استراتيجية طموحة لبناء صرح وطني متكامل قادر على مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمن واستقرار الوطن، ولايقتصر في نشاطه على الجانب السياسي فقط بل تجاوز ذلك ليشمل كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فالتحالف يهدف إلى توحيد الرؤى والجهود الوطنية تحت مظلة واحدة، بما يضمن تحقيق التكامل والتناغم بين مختلف مكونات المجتمع المصري.

ويشكل التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي نموذجاً رائداً للشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني في مصر، حيث يسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين من خلال مشروعات تنموية متنوعة، ويمثل هذا التحالف خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال توحيد الجهود وتنسيق الموارد لتحقيق أفضل النتائج.

وحاليا، يضم التحالف أكثر من 30 مؤسسة أهلية وتنموية، تشمل مؤسسات المجتمع المدني، الجمعيات الخيرية، والقطاع الخاص، بالإضافة إلى الهيئات الحكومية، من أحل تحقيق أهدافه في تعزيز التنمية الشاملة، من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تستهدف القرى والمناطق الأكثر احتياجاً، ودعم  الفئات المهمشة، من خلال التركيز على توفير الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية، التعليم، وتوفير فرص العمل للأسر الأكثر فقراً، خاصة في الريف، بالإضافة إلى تمكين المجتمع المدني ومؤسساته من أداء دور أكبر في دعم الجهود الحكومية لتحقيق الأهداف التنموية عبر برامج ومشروعات مشتركة، والمشاركة الفعالة في تصميم وتنفيذ البرامج التنموية بشكل مباشر، حيث تستفيد من معرفتها الميدانية وقربها من المستفيدين، وتنسيق وتوحيد جهود المؤسسات الأهلية والمجتمعية من خلال توزيع المهام والتخصصات، ما يضمن فعالية المشروعات وتجنب تكرار الجهود.

كما يهدف التحالف إلى التكامل مع السياسات الحكومية، واستراتيجيات الحكومة التنموية مثل مبادرة حياة كريمة، مما يسهم في توفير الدعم اللازم لتلك البرامج وزيادة تأثيرها.