"حوار مع صديقي الملحد".. أولى كتب الرد على الإلحاد من سنة 1986

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"حوار مع صديقي الملحد".. أولى كتب الرد على الإلحاد من سنة 1986, اليوم السبت 21 سبتمبر 2024 04:13 مساءً

كان كتاب "حوار مع صديقي الملحد" من أهم الأعمال الأدبية التي كتبها الدكتور مصطفى محمود، عام 1986، ليرد فيه على أسئلة الملحدين عن الدين الإسلامي، وعدة تساؤلات مادية قد يطرحها العقل البشري في فترة ما.

 

ويصف الكتاب محاورة فكرية بين الدكتور مصطفى محمود، وصديق خيالي لكنه "ملحد"، يطرح من خلاله أسئلة إلحادية معروفة، ومنها "هل الله موجود؟" و"من خلق الله؟"، ليجيب الكتاب بشكل علمي على كل هذه الأسئلة بشكل علمي ومنطقى.

 

وفيه يضرب مثالاً فيقول: صديقى رجل يحب الجدل ويهوى الكلام وهو يعتقد أننا نحن المؤمنون السذج نقتات بالاوهام ونضحك على أنفسنا بالجنة والحور العين وتفوتنا لذات الدنيا ومفاتنها.. وصديقى بهذه المناسبة تخرج من فرنسا وحصل على دكتوراه وعاش مع الهيبيز وأصبح ينكر كل شئ.

 

-انتم تقولون: ان الله موجود، وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذى ينص على أن لكل صنعة صانعا ولكل خلق خالقاً ولكل وجود موجدا.. النسيج يدل على النساج والرسم على الرسام والنقش على النقاش والكون بهذا المنطق أبلغ دليل على الاله القدير الذى خلقه.

 

صدقنا وآمنا بهذا الخالق.. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل.. ومن خلق الخالق.. من خلق الله الذى تحدثوننا عنه.. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم الى هذا.. وتبعا لنفس قانون السببية.. ما رأيكم فى هذا المطب دام فضلكم؟. ونحن نقول له: سؤالك فاسد.. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه؟! فتجعل منه خالقا ومخلوقا فى نفس الجملة وهذا تناقض، والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته.. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان.

 

والله الذى خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيدا بالزمان والمكان ولا بقوانين الزمان والمكان. والله هو الذى خلق قانون السببية فلا يجوز أن نتصوره خاضعا لقانون السببية الذى خلقه، وأنت بهذه السفسطة أشبه بالعرائس التى تتحرك بزمبلك وتتصور أن الانسان الذى صنعها لابد هو الآخر يتحرك بزمبلك.. فاذا قلنا لها بل هو يتحرك من تلقاء نفسه.. قالت: مستحيل أن يتحرك شئ من تلقاء نفسه.. انى أرى فى عالمى كل شئ يتحرك بزمبلك، وأنت بالمثل لا تتصور أن الله موجود بذاته بدون موجد.. لمجرد أنك ترى كل شئ حولك فى حاجة الى موجد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق