جنون أسعار اللاعبين.. أسباب وخفايا

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جنون أسعار اللاعبين.. أسباب وخفايا, اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024 01:31 صباحاً

المصدر:
  • أبوظبي - أحمد عيسى

التاريخ: 19 سبتمبر 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يحدد قيمة عقد لاعب كرة القدم في سوق الانتقالات عالمياً وعربياً ومحلياً؟ سؤال يقف متعجباً بعد علامة استفهام كبيرة في ظل الأرقام الفلكية التي وصلت إليها القيمة السوقية للاعبين، حتى إن البعض يتساءل إن كانت الأرقام التي تتسرب عبر وسائل الإعلام، أو تصدر رسمياً من الجهة ذات الشأن، خاصة من قبل الأندية الأوروبية، حقيقة أم أنها أرقام «مضخمة» و«مفخمة» لأهداف بعينها؟

وهل موهبة اللاعب تكون الفيصل في تحديد قيمته أم أن انضباطه وأخلاقه وسلوكياته لها علاقة؟ وهل وكلاء اللاعبين يلعبون دوراً في زيادة الأسعار بحثاً عن مصالح خاصة أم أن الإنجازات والحصول على الألقاب يكون لها تأثير أم أن وظيفة اللاعب في الملعب تحدد قيمته السوقية؟

مبالغة بالإنفاق

هذه الأسئلة وغيرها الكثير، طرحتها «البيان» على عدد من الشخصيات الرياضية البارزة والتي لديها تجاربها وخبراتها في عالم الانتقالات عبر تحقيق يواكب ما يحدث في ملف الانتقالات بشكل عام في الوقت الراهن، وكانت هذه المحصلة التي أكد عبرها المتحدثون أن الصفقات وصلت إلى أرقام كبيرة، وأن اللاعب المستفيد الوحيد من الذي يحدث من صراع أو «تهويل» وارتفاع في القيمة السوقية عالمياً.

بداية، أكد صالح بن جذلان المزروعي رئيس مجلس إدارة نادي الظفرة سابقاً، أن عدة أسباب تساهم في رفع سعر اللاعب في «الميركاتو»، أبرزها حسب قوله، وكلاء اللاعبين، مبيناً أن الوكيل يأخذ العرض الذي وصل إلى لاعبه ويذهب به إلى نادٍ منافس بهدف طلب الزيادة.وأضاف: هنالك وكلاء أذكياء يعرفون كيف يحققون مصالحهم الشخصية ومصلحة اللاعب، والمساومة وخلق المنافسة أبرز الطرق التي يتبعونها.

وقال ابن جذلان الذي ارتبط اسمه بصفقات مدوية مثل انتقال لاعبي الظفرة السابقين عمر خريبين إلى الهلال السعودي وماخيتي ديوب إلى شباب الأهلي، إن موهبة اللاعب تساعد على زيادة قيمته السوقية وأيضاً المركز الذي يلعب فيه، ذاكراً أن هنالك بعض المراكز من الصعب أن تجد فيها لاعباً متميزاً وبالتالي عندما تجده لا بد من أن تدفع أكثر.

واعتبر رئيس مجلس إدارة نادي الظفرة سابقاً، أن الأرقام التي يتم تداولها في الصفقات حقيقية، لكن البعض يبالغ في الإنفاق المالي، مشيراً إلى صفقات الأندية السعودية في المواسم الأخيرة، ذاكراً أن الأندية تدفع أرقاماً كبيرة للاعبين بقيمة كبيرة وأضاف: لكن الكرة السعودية لا تصرف هذه المبالغ من أجل اللاعب فقط ولكن لتحقيق عدة أهداف من بينها المنافسة على تنظيم كأس العالم وجذب الأنظار.

وأشار ابن جذلان إلى أن أندية «دورينا» تدفع مبالغ مناسبة وعادية للاعبين الأجانب، مقارنة بالأسعار العالمية وأضاف: بالنسبة للاعب المواطن قيمته السوقية عالية وهذا حال دون احترافه خارجياً، مع أنه من المهم جداً تجربة الاحتراف ولو في دوريات المنطقة، حتى يتعلم معنى الاحتراف الحقيقي والالتزام ويكون أكثر حرصاً على تطوير قدراته وبالتالي يفيد المنتخب الوطني.

طلب اللاعب

من جانبه قال عبدالباسط الحمادي المحلل والناقد الرياضي إن طلب الأندية لخدمات اللاعب يحدد قيمته السوقية ويساهم في ارتفاع سعره، لأن كل نادٍ يزاود على المبلغ حتى يظفر بخدمات اللاعب، ذاكراً أن الموهبة لها تأثيرها وكذلك الخانة التي يلعب فيها، والأندية التي دافع عنها خلال مشواره في الملاعب.

وأضاف: بالتأكيد هنالك معايير متنوعة تحدد قيمة اللاعب، منها المستوى الذي يقدمه في الملعب، عندما يقدم النجم أفضل مستوياته من الطبيعي أن تزيد قيمته وعندما يتراجع مستواه يقل سعره، ودون شك الوكيل «الشاطر» يكون له تأثيره في زيادة القيمة من خلال طريقة التفاوض مع الأندية، وأحياناً الوكيل بحنكته يستقطب العروض للاعبه.

وقال عبدالباسط الحمادي، إن عمر اللاعب أيضاً له تأثيره في القيمة السوقية لأن الأندية لا تدفع مبالغ مالية عالية للاعب الذي يكون قريباً من الاعتزال، ذاكراً أن اللاعب الصغير دائماً يكون أكثر طلباً عندما يلفت الأنظار بموهبته وينال مبالغ أعلى لأنه يكون قادراً على اللعب لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن أندية الدوريات الكبرى تتمسك أكثر باللاعب الصغير وتدفع الملايين مقابل الفوز بتوقيعه.

وأكد المحلل الرياضي عبدالباسط الحمادي أنه لا يمكن وضع سبب واحد لتحديد القيمة السوقية لأنها تختلف حسب الدوري ومستوى اللاعب ورؤية الأندية، والأهداف من كسب توقيع اللاعب، وأضاف: هنالك جملة أسباب ومعايير مختلفة تكون حاسمة وتحدد قيمة اللاعب التي تصل إلى مبالغ عالية جداً في الكثير من الصفقات.

مهارة فنية

فيما أكد صالح إسماعيل لاعب منتخب الإمارات الوطني السابق، أن القيمة السوقية تتحدد وفق عدد من المعايير، منها المهارة الفنية التي يتمتع بها اللاعب، والتي تكشفها الإحصائيات، فإذا كان مهاجماً تحدد مهارته وقدراته الأهداف التي أحرزها، وإذا كان حارساً فإن تصديه للكرات وخروجه بشباك نظيفة يرفع من قيمته.

وأضاف صالح إسماعيل: أيضاً عندما يكون اللاعب أصغر سناً فإن قيمته ترتفع أكثر من اللاعب الأكبر سناً، لأن الصغير يكون لديه قدرة أكبر على العطاء ولسنوات أطول وبالتالي يتمسك به النادي ويدفع مبالغ مالية أكبر للفوز بتوقيعه، إضافة إلى إمكانية الاستثمار في موهبته ببيع عقده للنادي الذي يرغب في خدماته.

كذلك فإن مركز اللاعب في الملعب له تأثيره حيث من المعروف أن المهاجم وصانع الألعاب يحصلان على مبالغ أعلى. وأشار لاعب منتخبنا الوطني السابق إلى أن الشهرة لها تأثيرها أيضاً، ذاكراً أن اللاعب الذي يكون لديه حضور قوي ومستمر في وسائل الإعلام يحقق نجومية أكبر وهذه النجومية لها قيمة خاصة تزيد من سعره في سوق الانتقالات.

وأضاف: هنالك العديد من النقاط الأخرى التي تراعيها الأندية مثل سمعة اللاعب وانضباطه، فإذا كان صاحب سلوك جيد داخل وخارج الملعب فإنه يكون مرغوباً به وبالتالي يتحصل على مبالغ أعلى من لاعب في ذات موهبته ولكنه غير منضبط.

إضافة إلى الاستمرارية في الملعب وعدم التعرض للإصابات لأن كثرة الإصابات تقلل من أسهم اللاعب وتجعل الأندية تخشى التعاقد معه، كذلك المنافسة بين الأندية تكون دليلاً على أن اللاعب مرغوب فيه، وهذا مؤشر إلى موهبته وبالتالي يحصل نزاع يرفع قيمته.

ناصر كشواني: الوكيل بريء من ارتفاع الأسعار

نفى ناصر كشواني وكيل اللاعبين، الاتهامات الموجهة لزملائه بالمساهمة في رفع «القيمة السوقية» للاعب، ذاكراً أن هنالك معايير مختلفة هي التي تحدد سعر اللاعب في سوق الانتقالات وتعتمد عليها مواقع موثوق بها عالمياً؛ مثل «ترانسفير ماركت»، ذاكراً أن سمعة الدوري مؤثرة، وكذلك النادي الذي يلعب معه اللاعب، والأرقام التي يحققها.

وأضاف: كل دوري له قيمته ومكانته، حتى داخل القارات المختلفة، الجميع يعلم أن الدوريات الأوروبية والأمريكية والأفريقية والآسيوية، مختلفة في مستوياتها، وحسب تصنيف الدوري داخل القارة، والمعروف أن الدوريات الخمسة الكبرى هي الأعلى قيمة ومن ينجح في التألق بها وتكون له إحصائيات جيدة بكل تأكيد يرفع من قيمته عنده انتقاله لدوريات أخرى.

وأضاف: في رأيي الموهبة وحدها لا تكفي لزيادة القيمة السوقية لأن هنالك لاعبين موهوبين يلعبون في دوريات أقل، أحياناً تجد لاعباً بإمكانيات كبيرة، يلعب في دوري ضعيف أو غير معروف، لا يمكن أن تقارن قيمته المالية بلاعب مشهور في دوري كبير حتى لو كان أقل منه في الموهبة.

لذلك سمعة الدوري تكون مؤثرة وتساهم في زيادة قيمة اللاعب. وكشف ناصر كشواني أن الوكيل يبحث عن مصلحة لاعبه، ولكن ليس المادية فقط وإنما الفنية.

نور الدين العبيدي: موهبة اللاعب تحدد قيمته المالية

أكد نور الدين العبيدي مساعد مدرب منتخب الإمارات الأولمبي سابقاً، أن اللاعب هو الذي يحدد قيمته السوقية من خلال ما يقدمه في أرضية الملعب والعديد من المعايير التي ترفع من أسهمه في سوق الانتقالات، وأضاف:

قيمة اللاعب تحددها الموهبة التي يتمتع بها، وأيضاً عمره، لأن اللاعب كلما تقدم في العمر فإن قيمته تصبح أقل لأن عطاءه يقل، وأيضاً الأندية التي لعب لها ترفع من قيمته، فاللاعب الذي يشارك مع أندية المقدمة في الدوريات الكبرى بالتأكيد سيحصل على مبالغ مالية أعلى من الذي يلعب في درجات أدنى أو دوريات أقل.

وأضاف : اللعب للمنتخبات الوطنية يزيد من قيمة اللاعب، لأن ذلك يكون دليلاً على تميزه وخبرته الدولية، إضافة إلى الإنجازات التي حققها مع الأندية التي لعب معها والمنتخبات وإنجازاته الشخصية مثل فوزه بلقب الهداف أو جائزة أفضل لاعب، كما أن الخانة لديها تأثير لأن المهاجم مرغوب فيه أكثر وإنجازاته تظهر في هز الشباك .

وكذلك صانع الألعاب المميز كلما صنع أهدافاً أكثر ارتفعت قيمته السوقية. ونفى نور الدين العبيدي أن يكون دور الوكيل مؤثراً في رفع القيمة المالية للاعب، ذاكراً أن الوكيل دوره يكون في التفاوض أو البحث عن الأندية، واستدل العبيدي بارتفاع قيمة سفيان رحيمي لاعب العين مؤخراً من 6 إلى 8 ملايين يورو، عندما تألق وأحرز لقب كأس آسيا مع ناديه وحقق إنجازاً فردياً بنيل لقب الهداف.

فوزي بشير: «مصالح» بين الوكيل والمدرب ترفع القيمة

أكد فوزي بشير نجم الكرة العُمانية سابقاً، أن «مصالح مشتركة» بين الوكيل والمدرب تسهم في ارتفاع قيمة اللاعب في الكثير من الصفقات، مشيراً إلى أن القيمة السوقية للاعب يفترض أن تكون نتيجة معايير ثابتة وواضحة ولكن أحياناً تلعب المصلحة المادية دورها في زيادة القيمة التي تكون خصماً على إمكانيات الأندية.

وقال فوزي بشير الذي تنقل في الدوريات الخليجية: القطري، السعودي، الكويتي، بجانب دورينا الذي لعب فيه مع الظفرة وعجمان، إن الأصل في تحديد سعر اللاعب يكون الموهبة، بجانب الخانة التي يلعب فيها، مبيناً أن المتعارف عليه أن المهاجم يكون أعلى قيمة لأنه «عملة نادرة» في الملاعب بشكل عام.

وأضاف: في السنوات الأخيرة بدأنا نشاهد تغييراً بارتفاع قيمة لاعب الوسط مع تطور كرة القدم الحديثة والدور الذي يقوم به من يلعب في هذه الخانة، لذلك شاهدنا لاعبي وسط بقيمة سوقية عالية، وبشكل عام سوق اللاعبين مثل غيره يحكمه العرض والطلب مع وجود مؤثرات خارجية.

وشدد فوزي بشير على أهمية مراجعة الأندية العربية، صاحبة القدرات المالية العالية في الطريقة التي تتعامل بها مع الصفقات، ذاكراً أن مستوى الكرة والإنجازات لا يتناسبان مع المبالغ التي يتم إنفاقها.

فؤاد أنور: أرقام غير منطقية والمزايدة سر المبالغ الخيالية

وصف فؤاد أنور نجم الكرة السعودية سابقاً، القيمة السوقية للاعبين بالأرقام غير المنطقية، ذاكراً أن اللاعب الذي تحدث عليه «مزايدة» يصل إلى مبالغ خيالية، وذلك في تناوله للموضوع من باب ما يحدث في الملاعب والأندية السعودية التي شهدت في السنوات الأخيرة صفقات كبيرة مع أبرز نجوم المستديرة حول العالم.

وقال أنور لـ«البيان»، إن الوكلاء لديهم تأثير كبير على رفع أسعار اللاعبين، وخاصة عندما يكون اللاعب مطلوباً في أكثر من نادٍ وأضاف: في وجهة نظري ما يحدث في كرة السعودية يضر بمستقبل اللعبة واللاعب السعودي، لأننا نريده أن يحترف خارجياً حتى يتطور ويصل إلى أفضل مستوى ولكن إذا كان اللاعب يتسلم مبالغ مالية عالية فإنه لن يجد النادي الذي يدفع له أكثر حتى يتعاقد معه.

وبالتالي تكون القيمة السوقية سبباً في عدم الاحتراف خارجياً.وأكد فؤاد أنور صاحب الإنجازات العديدة في الكرة السعودية مع المنتخبات والأندية، أن اللاعب الناضج الذي يريد أن يطور قدراته عليه عدم النظر للمال وأن ينظر للاحتراف الذي يحقق له العديد من المكاسب.

وأضاف: في ظل القيمة السوقية العالية للاعب السعودي فإن احترافه خارج المنطقة لا يمكن أن يتم إلا بالتعاون مع البرنامج الموضوع لدعم الاحتراف خارجياً، وبشكل عام فإن القيمة السوقية للاعبين حالياً لا تتناسب مع المستوى الفني الذي نشاهده.

أحمد شوبير: لا ضرر في ارتفاع قيمة اللاعب الموهوب

قال أحمد شوبير أسطورة كرة القدم العربية والمصرية سابقاً، الإعلامي حالياً، إن العديد من العوامل تساهم في تحديد القيمة السوقية للاعب، بداية بموهبته والتركيز الإعلامي والجماهيري عليه، بجانب دور الوكيل، ذاكراً أنه لا يرى ضرراً من ارتفاع القيمة المالية للاعب، وخاصة إذا كان موهوباً وقادراً على العطاء ومؤثراً وسط زملائه اللاعبين.

ورفض شوبير في حديث مع «البيان» أن يكون المال سبباً في دمار اللاعب، وقال: المال يطور كرة القدم ولا يدمرها، لكن كل شيء يحدث طبقاً لعقلية اللاعب في كيفية تعامله مع وضعه المادي الجديد أو المكاسب المالية التي حققها من كرة القدم، هنالك نماذج عديدة لنجوم كبار على مستوى العالم، حافظوا على مستواهم الفني بل تطور مستواهم الكروي مع زيادة عائدهم المالي مثل كريستيانو رونالدو الذي حافظ على تواجده في الملاعب لسنوات طويلة وفي عمر متقدم.

وأشار حارس مرمى مصر السابق، إلى أن القيمة السوقية للاعب في الملاعب العربية، تحددها إمكانيات الأندية والدوريات التي يلعب فيها اللاعب، مشيراً إلى أن السوق السعودي يعتبر الأعلى حالياً في المنطقة بعد أن توجه نحو ضم أبرز النجوم العالميين في المواسم الأخيرة، وهنالك أسواق بقيمة أقل، ذاكراً أن كل دوري يستقطب نجومه حسب القدرات المالية المتاحة والأهداف التي يبحث عنها.

الأغلى في العالم

 

 

تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق