قال الدكتور راغفيندرا رامداسي، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى جاسلوك في مومباي: "أرى العديد من المرضى الشباب يضرون بصحة أدمغتهم دون علمهم من خلال عادات معينة. قلة النوم، والإفراط في استخدام الشاشات، ونقص التمارين البدنية، والأنظمة الغذائية غير الصحية، والإجهاد، وتعاطي المخدرات، وتعدد المهام هي الأسباب الشائعة. الحرمان من النوم يعطل الوظائف الإدراكية، في حين تفتقر الوجبات السريعة إلى العناصر الغذائية اللازمة لنمو الدماغ".

ووفق موقع "هندوستان تايمز" كشف الطبيب أن "الإفراط في التحفيز من الأجهزة الرقمية يمكن أن يؤدي إلى إرهاق العقل، ومن المعروف أن الإجهاد المزمن يضعف الذاكرة والتركيز. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعاطي المخدرات يلحق الضرر بالاتصالات العصبية، ويعيق تعدد المهام التعلم العميق والإبداع. إن تبني عادات أكثر صحة أمر بالغ الأهمية لحماية صحة الدماغ وتعزيز المرونة المعرفية على المدى الطويل".

كيف يؤدي روتينك اليومي إلى تدمير عقلك:

وباستخدام خبرته الواسعة، أوضح الدكتور فيكرام هوديد، رئيس قسم طب الأعصاب التداخلي ومدير قسم طب الأعصاب التداخلي في مجموعة نارايانا، "هناك العديد من الآثار الضارة طويلة المدى للعادات التي تشكلت في مرحلة الطفولة المبكرة على صحة الدماغ. يؤدي التعرض المتكرر لوقت طويل أمام الشاشات والأنظمة الغذائية غير الصحية وقلة النوم إلى إضعاف النمو الإدراكي، مما يؤدي أحيانًا إلى تلف دماغي لا رجعة فيه".

ونصح "الآباء بمراقبة استخدام الشاشات، وتشجيع النشاط البدني والتفاعل مع البيئة بدلاً من ذلك. كما أن توفير نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية، إلى جانب ضمان النوم الكافي، يدعم نمو الدماغ. والاتساق في هذه المجالات أمر حيوي. والتدخل المبكر وبناء عادات صحية الآن يمكن أن يمنع حدوث مشاكل مستقبلية مرتبطة بالدماغ، مما يضع الأساس لحياة من وظائف الدماغ المثالية".

واختتم الدكتور أرفيند باتيجا، كبير جراحي الأعصاب والعمود الفقري في مستشفى سبارش، قائلاً: "لا ينبغي إغفال تأثير العادات التي تسرع من شيخوخة الدماغ لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عامًا. إن سوء نوعية النوم، ومستويات التوتر العالية ونمط الحياة المستقر هي بعض من أكبر الجناة. يزيد التوتر المزمن من مستويات الكورتيزول، مما يؤدي بمرور الوقت إلى انكماش مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة والإدراك. يعطل النوم غير الكافي قدرة الدماغ على إصلاح نفسه، في حين يقلل قلة التمارين الرياضية من تدفق الدم إلى المناطق الحرجة. أيضًا، يجب على المرضى تجنب الأطعمة المصنعة للغاية والمنشطات مثل النيكوتين والمواد النفسية الأخرى. أحث المرضى في هذه الفئة العمرية على إعطاء الأولوية للنوم المريح، وإدارة التوتر من خلال اليقظة، والانخراط في نشاط بدني منتظم. يمكن لهذه التغييرات أن تبطئ بشكل كبير شيخوخة الدماغ وتحافظ على الصحة الإدراكية ".

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل