كيف تحمي الدولة المواطن من مثلث تدمير الشعوب؟.. حقوق إنسانية ومناقشات وتعليم

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف تحمي الدولة المواطن من مثلث تدمير الشعوب؟.. حقوق إنسانية ومناقشات وتعليم, اليوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024 01:35 مساءً

كل ممارسة تؤدى إلى متعة جنسية بشكل لا يتفق مع ما خُلق من أجله، وتعد خارجة عن الطبيعة التكونية؛ فإن هذا يُعد شذوذًا جنسيًا، قد يأخذ صورًا مختلفة؛ كأن يكون بين جنس يماثله فى جنسه، وقد يكون نوعا من الممارسة حرمته كل الشرائع السماوية كالمحارم والأطفال، وعلى كل حال فهو انحراف أو مخالفة للمألوف، ومن ثم يطلق عليه سلوك غير سوى.

 

 

وينبغى أن نعى جيدًا خطورة الانصراف عن هذه المشكلة بتجنب الخوض فى حيثياتها؛ فهذا دون مواربة يعد من أسباب انتشارها بين فئات وأطياف المجتمع؛ حيث إن السكوت خشية الحياء أو الخجل قد يكون مبررًا للقيام بها ومن ثم قبولها وتقبلها والرضا بها كواقع فرض نفسه علينا؛ لذا باتت الضرورة تجاه المكاشفة وتناول المسببات وطرح العلاجات مسئولية الجميع دون استثناء؛ فالمرض الخبيث يجب أن يتيقظ له الجميع كى لا تتسع دائرته فيهلك الحرث والنسل.

 

 

وهنا يتوجب أن نعى خطورة الشذوذ الجنسى وأضراره على الفرد والأسرة والمجتمع؛ إذ يعد سببًا فى فقدان الهوية والخراب المجتمعى وحدوث المصائب والنكبات والعثرات المتتالية؛ ناهيك عن ظلام النفوس وفساد القلوب وفقد البصيرة وتفشى الأمراض التى لا علاج لها، وكونه ضد الفطرة السوية؛ فإنه يبيح شتى الممارسات غير الأخلاقية والتى ترفضها الطبيعة الإنسانية؛ كشرب ما يغيب العقل، ويفقد الوعى؛ إذ إن هذا متاح ومباح ليتناسى الفرد صورة الرذيلة التى يقع فيها ويحاول أن يتوهم المتعة ويفى باحتياجاته البيولوجية والنفسية على السواء.

 

 

ومن مضار ظاهرة الشذوذ الجنسى العمل على تدمير المجتمعات؛ فإذا ما ترك الإنسان المسار الطبيعى المشروع والمحلل من قبل مجتمعه لقضاء حاجة الشهوة؛ فإن النتيجة نرصدها فى قطع التناسل، ومن ثم لا يتم الحفاظ على النوع البشرى الذى هو سبب الإعمار فى الأرض ومن أجل ذلك خلقه الله ومنحه نعمة التفكر والتدبر وحكمة تسيير أمور حياته فى إطار عقدى واضح يستنير به ليدرك الحلال من الحرام؛ فيقدم على ما أحله الشارع، ويتجنب ما حرمه؛ ليقى نفسه ومجتمعه مضار لا يتحملها فى المحال أو المآل.

 

 

وفى هذا الخضم الوعر ينبغى أن نبدأ بالأسرة ودورها الرئيس فى تعزيز النسق القيمى والخلقى الحميد لدى الأبناء ورعايتهم بحيث لا يتعرضون للعوامل والأسباب التى تؤدى بالأولاد لممارسة الشذوذ الجنسي، وهنا يجب أن تغرس الأسرة فى أذهان أطفالنا ماهية وهوية الذكورية لدى الذكر وهوية الأنثوية لدى الأنثى كى يتم تقبلها فى المستقبل والحفاظ على مكنونها، وأن تراقب الأسرة الأبناء فى مرحلة الطفولة كى لا يتعرضوا للتحرش الجنسى من قبل كائن من كان سواءً من داخل العائلة أو خارجها مكلف بالرعاية أو مخالط لهم لسبب آخر؛ لنتجنب تحول الطفل إلى حالة الشذوذ الجنسى عند اكتمال نموه الجنسي.

 

 

ومن التدابير الوقائية التى تتخذها الأسرة حتى لا يجنح الأبناء نحو الشذوذ الجنسى الحرص على التفريق فى المضاجع، والعمل على تعضيد الوازع الخلقى المنسدل من العقيدة ومنهجها الواضح، وتأكيد المحاسبية الذاتية للفرد؛ ليستطيع أن يقوم نفسه إذا ما بدر منه سلوك غير قويم ويخالف حدًا من حدود الله، وهذا أمر مهم للغاية؛ حيث نعمل بقصد على تنمية الرقابة الذاتية التى تحث على فعل الخير، وتجنب، وترك الشرور والآثام.

 

 

ومتابعة الأسرة لقيام الأبناء بالشعائر الدينية يؤكد فى نفوسهم أهمية التمسك بالمبادئ والقيم الأخلاقية، وهذا سياج حماية يسهم بقوة فى دحر ما قد يرد من أفكار غير سوية، ويقوى العزيمة على انتهاج الطريق القويم فى الممارسات والتعاملات مع الآخرين، ويكبح جماح الهوى، ويزيد من الإرادة ويقوى العزيمة فلا تنهزم أمام الغى أو ما قد يتعرض له من مفاسد بصورة مقصودة أو غير مقصودة، ومن ثم يتربى على العفة وصون العرض.

 

 

وقوة صمام الأمان لأبنائنا يقوم على مدى ما نقدمه لهم من محبة وحنان مستدام؛ فلا ينبغى بحال أن نباعد بيننا وبينهم، وأن نتخذ سبيل النهر والعقاب المفرط منهجًا فى التربية؛ فحسن المعاملة وطيب الخاطر والمودة، والحذر من ممارسة ما يخدش الحياء من قبل الزوجين أمام الأبناء، واعتياد الآداب التى تحافظ على صيانة النفس وحفظ العورات سواءً أكان استئذان فى الدخول أو مطالعة لأغراض شخصية.

 

 

وعقد جلسات للنقاش والحوار بين المكون الأسرى صار أمرًا وجوبيًا فى ظل زخم الحياة وما يلقيه علينا الفضاء من قضايا ومشكلات على مدار الساعة؛ فتوجيه الأسرة وإرشاداتها ونصائحها يتوجب أن تكون مستدامة لتضىء الطريق أمام الأبناء، وتنتشلهم من مسببات الضلال والشذوذ، وهنا نثمن صور عقد الصداقات بين الأب وابنه وبين الأم وابنتها؛ ليتم تبادل الرؤى حول ما ينشغل به العقل وما يرد على الذهن، ومن ثم يتقبل طرح التساؤلات التى قد يخجل منها البعض كى يتجنب أن يلجأ لمصادر غير مشروعة أو غير موثوق فيها ليتحصل على غايته.

 

 

ونحن ندرك أهمية الحياء للنشء وضرورة تربيتهم عليه، ونوقن أن من تخلى عن الحياء لم يدرك أو يبالى بما يفعل، ومن ثم تدريبهم على الممارسات التى تعزز ماهية الحياء فى أنفسهم؛ فيعى الإنسان منذ الصغر صورة الحسن من القبيح والنقائص من المحاسن والحلال من الحرام، كما ينبغى انتقاء الصحبة التى تحض على الخير وسبله وتتجنب الشرور ومسالكه، ومن ثم يتوجب حمايتهم من كل صور الإباحية عبر الفضاء والفضائيات التى تحمل رسائل الإثارة وتحض على الرذيلة.

 

 

ومنح الحرية المطلقة سببًا من أسباب التوجه والانطلاق نحو المسار الخطأ؛ فيجب المراقبة والملاحظة والمقربة التى تشعر الفرد بالطمأنينة وأنه ليس ملفقا لسبل الشيطان، كما يتوجب أن نعود الأبناء على الوسطية فى الانفاق حتى لا يذهب التفكير لملذات واهية ينزلق من خلالها الفرد للممارسات الشاذة، وهنا ينبغى أن ننتبه لوقت الفراغ؛ فلا نترك الأبناء فريسة له؛ فيهرولون لأبواب المعصية تاركين خلفهم أبواب الطاعة والبر.

 

 

وتتناغم ممارسات المؤسسة التعليمية مع ما تقوم به الأسرة لتساعد فى غرس وتعزيز النسق القيمى والخلقى الحميد من عفة وطهارة لدى الأبناء بصورة ممنهجة فى إطار ما تقدمه من خبرات وأنشطة تعليمية بمختلف أنواعها، وتعمل على تكوين جسر من التواصل مع المتعلمين؛ لتستوعب تغيراتهم الفكرية والفسيولوجية وتقدم لهم الدعم الكامل كى تحدث نقل للخبرة فى صورتها المتكاملة وتجيب عن التساؤلات التى تدور فى الأذهان، ليصبح المجتمع التعليمى قادر على بناء الشخصيات التى تمتلك الفهم والإدراك السليم للقضايا الحياتية والشخصية بتنوعاتها المختلفة.

 

 

ويقع على المجتمع مسئولية كبرى تتصل ببناء الإنسان فى ضوء ما يضمن تعضيد النسق القيمى من طهر وعفاف وحياء وحذر من الوقوع فى الرذيلة بصورها المختلفة، وهنا نرى الرأى العام المجتمعى يدفع نحو مسارات الخير ولا يتقبل التغيرات التى من شأنها تساعد على ممارسة الشذوذ بكل أنماطه، ومن ثم يعد ذلك حماية تقوم على فلسفة التقبل لكل ما هو حسن ومستحسن والرفض والاستهجان لكل ما يخرج عما يؤمن به من نسق قيمي، كما أن سائر مؤسسات المجتمع تدفع نحو التوعية بخطر الشذوذ لتحدث الوقاية والمنعة ضد مخاطر ومهالك وآثار الشذوذ بكل صوره غير المقبولة.

 

 

دعونا لا ندفن رؤوسنا فى الرمال، ولا نتكاسل، ولا نتراجع، ولا نتهاون، ولا نستحى من تقديم النصح والتوعية والتوجيه والارشاد والمعالجة لهذه القضية الخطيرة التى دون مواربة تمثل أحد أضلاع مثلث تدمير الشعوب؛ لتخرج أجيال معافاة، صحيحة البدن والفكر والمعتقد، تستطيع أن تبنى وتستكمل مسيرة الإعمار، ويمكنها أن تحمى نفسها من براثن الرذيلة التى باتت قاب قوسين أو أدني.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق