استراتيجيات الإدارة المستدامة للنفايات: الطريق نحو صفر انبعاثات بحلول عام 2050

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
استراتيجيات الإدارة المستدامة للنفايات: الطريق نحو صفر انبعاثات بحلول عام 2050, اليوم الجمعة 20 سبتمبر 2024 08:45 صباحاً

المصدر:
  • المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة تدوير

التاريخ: 20 سبتمبر 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها العالم في مواجهة تغيّر المناخ، تتزايد الأهمية الكبرى لقطاع النفايات باعتباره محور اهتمام رئيسي وعالمي بما يشكله هذا القطاع من إنتاج 3-5% من الانبعاثات الكربونية العالمية، وهي نسبة تفوق تلك الناتجة عن قطاع الطيران، مما يجعله محوراً أساسياً في الجهود العالمية للحد من تأثيرات التغير المناخي. ومع احتفالنا باليوم العالمي للانبعاثات الصفرية، يجب علينا تسليط الضوء على هذه التأثيرات على المناخ والصحة العامة والبيئة، ودعوة افراد المجتمع والحكومات والشركات على اعتماد ممارسات وتقنيات تقلل من الانبعاثات.

ومع تزايد الاعتراف بأهمية أزمة النفايات العالمية على بيئتنا وصحتنا ومناخنا، كان من الضروري تسريع وتيرةَ الجهود العالمية المشتركة من قبل مختلف الحكومات التقدمية في جميع أنحاء العالم . تهدف هذه الجهود إلى الحدِّ من الانبعاثات الكربونية ضمن قطاع النفايات وتطوير خطة استراتيجية للوصول إلى صفر نفايات وتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 .يتم ذلك من خلال الاستثمار في الحلول المبتكرة والمتطورة لإدارة النفايات والحد من التأثيرات البيئية السلبية للانبعاثات الكربونية. إن الاستثمارات في هذه الحلول على نطاق واسع ستصبح أكثر جاذبية عبر تنسيق الفرص المتاحة للمستثمرين والتكنولوجيات ودعم الشراكات الاستراتيجية في سبيل الوصول إلى حلول النفايات المستدامة. 

وفي هذا السياق، جسدت مبادرة "صفر نفايات"، التي تم إطلاقها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، نموذجاً عالمياً لأهمية الشراكات العالمية في تعزيز جهود إزالة الكربون عبر منظومة موحدة لإدارة النفايات وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري لتحقيق نتائج ملموسة. كما ساهمت أيضاً العديد من المبادرات المشتركة والاتفاقيات الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها مؤخراً في رفع الوعي المجتمعي وحث الأفراد على دعم الجهود والمشاركة بإيجابية في عمليات فرز النفايات وإتباع ممارسات الحفاظ على البيئة.  

كما تلعب التقنيات التكنولوجية دوراً محورياً في دعم إدارة النفايات بطرق مبتكرة وتحقيق تأثير إيجابي. فعلى سبيل المثال، قدمت تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة حلاً تحويلياً مهماً لمعالجة قضية انبعاثات قطاع النفايات وتوليد حلول طاقة منخفضة الكربون، حيث إن بعض الأنظمة المتطورة، مثل التحويل الغازي والتحلل الحراري، قادرة على تحويل النفايات إلى وقود حيوي، مع انبعاثات أقل بكثير مما ينتج عن عملية الحرق التقليدية للنفايات. لذا تم تأسيس محطة أبوظبي لتحويل النفايات إلى طاقة بإنتاجية لمعالجة النفايات تصل إلى 900 ألف طن من النفايات سنوياً ما يكفي لتوفير الكهرباء لحوالي 52,500 منزل في دولة الإمارات، الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر محطات تحويل النفايات إلى طاقة في المنطقة.

ويسهم الاقتصاد الدائري في تقليل النفايات وتحسين إدارة الموارد، مما يؤدي إلى خفض الانبعاثات الكربونية والتأثير البيئي العام .يعتمد ذلك على مجموعة من الممارسات والمبادئ التي تكون أكثر كفاءة في استخدام الطاقة والموارد لتعزيز الاستدامة وتقليل الأثر البيئي .تشمل هذه الممارسات تصميم المنتجات بحيث تكون قابلة لإعادة الاستخدام والتدوير، والتركيز على إعادة تدوير المواد واستخدامها مجدداً بدلاً من التخلص منها، مما يساهم في تقليل النفايات والحد من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بعمليات التصنيع.

وفي ضوء أهمية الاقتصاد الدائري، أطلقت دولة الإمارات سياسة الاقتصاد الدائري في عام 2021 لتعزيز الاستدامة في استراتيجيات إدارة النفايات.

يتعين علينا تذكّر أن تحقيق مستقبل خالٍ من الكربون يتطلب تعزيز الشراكات، تبادل المعرفة، وتحديد معايير جديدة في إدارة النفايات المستدامة. من خلال هذه الجهود، يمكننا تحويل النفايات من تحدٍ كبير إلى فرصة حقيقية، وتحقيق تقدم ملموس نحو عالم خالٍ من الانبعاثات.

 

Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق