يستمر العلماء والباحثون في استكشاف أسرار الكون وظواهره المذهلة، ومن بين هذه الظواهر تلك التي تتعلق بالشمس وتأثيرها على الأرض، فمن الجدير بالذكر أن الدكتور محمد شوكت عودة مدير مركز الفلك الدولي قدَّم صورًا مذهلة للشمس التقطت باستخدام تقنيات فلكية متطورة في مرصد الختم الفلكي في أبوظبي، مصحوبة بتصريحات توضح ما السبب في هذه العاصفة وماذا حدث للشمس ترتب عليه كل ذلك.
عاصفة مغناطيسية تضرب الأرض
أكد الدكتور عودة أنه تم صور الشمس باستخدام تلسكوب شمسي مخصص لرصد الظواهر الشمسية والذي يعمل بنطاق أشعة Hydrogen Alpha، وقد بينت الصور البقعة الشمسية العملاقة التي تسببت بأقوى عاصفة مغناطيسية على الأرض منذ 21 سنة، كما أظهرت الصورة الثانية ألسنة اللهب العملاقة المنطلقة من سطح الشمس مما يسلط الضوء على تلك الظواهر الفلكية الرائعة التي تحدث في عالمنا الفلكي.
تعتبر هذه الصور إضافة مهمة للمعرفة الفلكية حيث تساهم في فهم أفضل لتأثيرات الشمس على الأرض والظواهر الشمسية الهامة، وتبرز أهمية مرصد الختم الفلكي في أبوظبي كمركز رائد لرصد ودراسة الظواهر الفلكية والذي يوفر بيئة مثالية للباحثين والعلماء لاستكشاف أعماق الكون وفهمها بشكل أفضل.
كذلك فإن تلك التوهجات كانت بقوة متزايدة حيث بدأت بتوهج بقوة X2.3 يوم الخميس 09 مايو، وتبعتها توهجات بقوى X1.1 و X4.0 في نفس اليوم وفي اليوم التالي، وفي الساعات الأولى من صباح السبت شهدت الشمس توهجًا بقوة X5.8 مما أدى إلى اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض وظهور الشفق القطبي.
تُعد تلك الانفجارات الشمسية والانبعاثات إكليلة (CME) عوامل مهمة في فهم التأثيرات الشمسية على الأرض حيث تسببت في اضطرابات في الاتصالات وظهور الشفق القطبي في مناطق لم تشهده منذ فترة طويلة، وتظهر هذه الحوادث النادرة أهمية الرصد المستمر للشمس وظواهرها الفلكية، وتبرز أهمية البحث والدراسة في هذا المجال لفهم أعمق للظواهر الفلكية وتقديم الإنذارات المبكرة لحماية البنية التحتية الفضائية والتكنولوجية من تأثيرات الشمس.