يبحث الكثير من المسلمين عن الأشياء التي ينبغي عدم فعلها في شهر الله المحرم وذلك مع اقتراب بداية العام الهجري الجديد، ويعد شهر الله المحرم أول شهر في السنة الهجرية وأحد الأشهر الأربعة الحرم، التي حرم الله فيها سبحانه على المسلمين القتال فيه، ويعد الذنب في هذه الأشهر الحرم والتي من ضمنها شهر محرم مضاعفا لمكانة هذه الأشهر ومدى تعظيمها، ففعل المنكرات وإتيان الفواحش وارتكاب الذنوب في هذه الأشهر يلحق بصاحبها إثما كبيرا ويجب عليه التوبة منه.
أمور محرمة في شهر محرم
قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولذلك يجب على المسلم تجنب عدة أمور من ضمنها الظلم، وكذلك القتال في الأشهر الحرم وذلك امتثالا لقول ربنا سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ»، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5)، كذلك يجب اجتناب شهادة الزور والكذب والنميمة وجميع الصفات التي حثنا ديننا الكريم على اجتنابها وخاصة في هذه الأشهر الحرم.
طاعات مستحبة في الأشهر الحرم
كما أن الذنب يلحق بصاحبه إثما عظيما في الأشهر الحرم كذلك فإن الطاعات الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى تهب صاحبها ثوابا كبيرا، ولذلك حث علماء الإسلام وشيوخه على ضرورة استغلال أوقات الفراغ في شهر الله المحرم وكذلك الأشهر الحرم في العبادات الخاصة، مثل قراءة القرآن والاعتكاف والتسبيح والتهليل والصدقات، وكذلك يستحب صيام عاشوراء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.