ما أعظمها من أيام نحن بصددها الآن، وهي أيام العشر الأوائل من ذي الحجة الذي أقسم الله _ عز وجل_ بها في كتابه العظيم، ويعد أهم يوم في العشر الأوائل هو يوم عرفة، الذي يوافق في عامنا هذا يوم السبت 15 يونيو، وصيام يوم عرفة سنة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وينتظر المسلمون يوم عرفة من سنة إلى أخرى بسبب فضله العظيم، وثواب العمل الصالح فيه، وكذلك ثواب صيامه لغير الحاج، والجدير بالذكر أن العمل الصالح في أيام العشر الأوائل من ذي الحجة هو الأفضل عما سواها من أيام.
فضل صيام يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو يوم وقفة عيد الأضحى المبارك الذي يسبق أول أيام العيد، وصيام يوم عرفة يكفر سيئات سنة قبلها وسنة بعدها أي يكفر سيئات سنتين، وأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل عن صيام يوم عرفة: ” يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ” رواه مسلم، وهو أكثر يوم يعتق الله فيه العباد من النار، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ “، فالله عز وجل يباهي بنا الملائكة، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة” فيقول ” انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً” رواه أحمد وصححه الألباني.
أفضل الأدعية في العشر الأوائل من ذي الحجة
إن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان، لذا يجب علينا اكتناز تلك الفرص، خاصة في الإكثار من الدعاء، ويفضل الدعاء بما في قلبك من أدعية، بعدها يمكنك الدعاء بما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم من أدعية وأذكار، كما أن هناك دعاء علمه الرسول صلى الله عليه وسلم لنا، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء:(اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآَجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ، وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ تَقْضِيهِ لِي خَيْرًا ) .
رواه أحمد في مسنده (24498) ، وابن ماجة في سننه (3846) ، وصححه الألباني في ” صحيح الجامع ” (1276) .